بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات . وبنوره أشرقت الأرض والسموات.
وصل اللهم على عبدك ونبيك محمد بن عبد الله وعلى آله وأزواجه وذريته.
وبعد..
فهذه مدونتي التي أسأل الله تعالى أن يجعلها هدى ونورا لمن يطالعها ، ويتقبلها علما ينتفع به وينير لي قبري ويشفع لي عند ربي ويقربني من رسولي محمد يوم يقوم الناس لرب العالمين .
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
وكتب العائذ بالله الفار منه إليه
أبي عبد الله محمد بن عبد الحكيم القاضي السلفي الأثري
عفا الله عنه وعن والديه

الخميس، 5 يناير 2012

أدب الملوك ... الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيم
كشفت الثورات المعاصرة عن فشل كثير من القيادات التي يمكن تسميتها بإسم (الملوك) سواء في إدارة بلادها أو تلبية حاجة شعوبها (رعيتها) 
أو تصحيح أوضاعها (سماع النصح) 
((كما كشفت عن طموح الكثيرين أن يكونوا قادة (ملوكاً) وهذا كله يحتاج إلى تعلم التربية الربانية للقادة خصوصاً إذا بلغوا درجة القيادة العامة.
وبينما أنا داخل المسجد لإلقاء الخطبة حول هذه المعاني هطل المطر وربما كان هطوله رياً لهذه الافكار والمعاني ، فجاء الجزء الأول من هذا الموضوع وهو (أدب الملوك).
تابعوها على هذا الرابط ....  تنزيل الآن

الخميس، 3 نوفمبر 2011

ولتكن منكم أمة

يا علماء الدين يا ملح البلد        من يصلح الملح إذا الملح فسد
هذه الخطبة دفعني إليها ما وصل إليه حال مفتي جمهورية مصر العربية في دروسه التي تتسم بالإباحية الصوفية وتزيين الفساد للناس على طريقة المتصوفة الذين ينتمي إليهم الشيخ (على جمعه) مفتي الجمهورية وهي تعد أيضاً تضامناً مع أخي الحبيب الشيخ الفاضل (أبي اسحاق الحويني) الذي دفعته الغيرة على الدين إلى أن يرد وبقوة على الشيخ على جمعه فرفع عليه قضية في المحاكم المصرية.

أترككم مع التنزيل والإستماع على هذا الرابط

السبت، 8 أكتوبر 2011

السلفية الجهادية .. ملاحظات على المفهوم



السلفية الجهادية .. ملاحظات على المفهوم

الحكم على الشيء فرع عن - أو على – تصوره ؟ .. هذا مبدأ منطقي قديم يتجدد دوره وتزداد قيمته كل يوم.

فالتصور والإدراك هو أهم شيء في الحكم ، وهذا هو شبب البلاء عند كثير من الذين يتصدَّون للحكم على الأشياء أو الأفكار وأو المناهج أو الأشخاص، فكثير منهم يتصدى لهذه الأحكام بدون التسلح بأهم سلاح مبدئي ، وهو (التصور الصحيح عن هذا الشيء أو الشخص) ذلك التصور الذي يجلي الصورة الحقيقية واضحة وبناء عليها يكون الحكم.

فهؤلاء يحكمون على شيء آخر غير الشيء الذي يتعرضون للحكم عليه ، لأنهم تصوروه تصورا خاطئا.

ومن أهم تطبيقات هذه القاعدة العظيمة مفهوم (السلفية) فالأحكام من الشرق والغرب عليها جائرة لأنها تحكم على شيء آخر غير السلفية؛ لقصور التصور والإدراك الصحيح للمفهوم. وللأسف فقد أصبح بعض الإسلاميين مشاركا في هذا الخطأ فهو أيضا يحكم على السلفية نتيجة لفهم غير صحيح لها.

ولن يكون كلامي هنا عن السلفية بمفهومها الكبير فلعل لذلك موضعا آخر قريبا إن شاءالله.

ولكن الذي سأنظر فيه الآن هو مصطلح غزا الساحات الفكرية وأطلق عليه اسم (السلفية الجهادية) ... فلتتجه نظرتنا الفاحصة إليه ولننظر مدى دقة هذا المصطلح بعيدا عن الفضفضة الإعلامية والزخرف اللفظي.

أي مصطلح من المصطلحات إما أن يرجع إلى الفكرة التي نبع منها أو من القائمين عليها، وبتطبيق ذلك على مصطلح السلفية الجهادية نقول: ما الفكرة التي يمكن أن تكون وراءه أو من القائمين عليها؟

في دين الله هناك سلفية .. هذا أمر مستقر لا خلاف عليه .. والسلفية هي الاتباع، وعدم الابتداع؛ سواء في المعتقد أو في العبادة والتشريع أو في المنهج العملي الذي سلكه السلف بناء على معتقدهم ومنهجهم الفقهي.


فهذا الاتباع هو اتباع كامل في كل الميادين، في التكاليف الشرعية وطريقة التلقي ومنهج العمل فضلا عن الاعتقاد.


ولا شك أن الجهاد والصلاة والصوم والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة بالوعظ والتذكير والكتابة والمنتديات الخ الخ. كل ذلك من تطبيقات هذا الاتباع.


وهنا تأتي تساؤلات:


الأول: من الذي خص الجهاد بين هذه الفروض بمصطلح خاص؟


وهل هناك إذن سلفية صلاتية وسلفية صومية وسلفية دعوية وسلفية شبكية عنكبوتية (يعني مهتمين بالدعوة من خلال الشبكة) .... الخ

والصواب: أن الجهاد فريضة كسائر الفرائض والسلفية فيه كمثلها في غيره اتباع مطلق لله ورسوله في احكامه وآدابه .. ولذلك فالسلفية هي جهادية صلاتية صيامية علمية دعوية كل ذلك لأنها اتباع متكامل لا تجزئة فيه.

ومن هنا يكون تخصيص السلفية بالجهادية دون سائر الفرائض والتكاليف شيئا غريبا على معنى السلفية المتكامل ومخادعا في نفس الوقت . وهو الذي حدث في واقع الأمر...

وهنا يأتي الإجابة عن التساؤل الثاني متضمنة إياه وهو (متى إذن نشأ هذا المصطلح؟):

فمصطلح السلفية الجهادية قصد به منذ نشأته نوعا من العمل الجهادي يعتز بنفسه مقابل المعنى التكاملي للسلفية ، فهو لم ينشأ إلا بعد أحداث هَدم بُرجَي التجارة الأميريكيين واسنهداف بعض رموز القوة العاتية المفسدة في الأرض متمثلة في هذه الدولة الباغية (أميريكا) .. يقول د. أكرم حجازي مؤرخا للمصطلح: "منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي استهدفت بعض رموز القوة في الولايات المتحدة وما بعدها برزت ظاهرة "السلفية الجهادية" كفاعل استراتيجي دولي مميز وفريد من نوعه سواء تعلق الأمر بالحدث السياسي أو بالحدث الأمني".

وهكذا امتلا الإعلام في الشبكة العالمية الإنترنت بهذا المصطلح ليشق ظهر السلفية إلى شطرين هما: السلفية العلمية، والسلفية الجهادية.

وكان السلفية هكذا طبيعتها.

وهذا من الخطأ الفادح والظلم القاسي لمفهوم السلفية ، لأنها كما أسلفت ليست إلا أصدق ممثل للإسلام كما قال الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الزنيدي في كتابه (السلفية وقضايا العصر) المقدمة ص7. ومن ثم فأنا أدعو إلى عدم ترديد هذا المصطلح لأنه مصطلح مخاتل مخادع

ولا يقال: إننا نطلق هذا المصطلح على الذين يهتمون بالجهاد لظروف محددة فقد كان هناك مرابطون على مر العصور ولم يقولا إسلام جهادي أو سلفية جهادية ، والدليل على ذلك أيضا أننا لا نقول : سلفية صومية أو عبادية للذين يهتمون بهذه التكاليف بصورة واضحة ... وإنما هي سلفية واحدة متكاملة .. وهؤلاء يسمون مجاهدين أو مرابطين أو عباد أو دعاة .... الخ. وكلهم تحت مسمى السلفية العام ماداموا على المنهج السلفي في هذا كله...

أما إذا انحرفوا عنه كان يتحول المجاهدون إلى مبارزة أولي الأمر والثورة عليهم قولا أو فعلا. أو إعمال (جهادهم) في قتل الآمنين وترويعهم و إتلاف ممتلكات المسلمين الخ. أو أن ينحرف الدعاة إلى الدعوة للبدعة أو ترويجها أو التقليل من شأن أسس دعوة الرسل كالتوحيد والاتباع، الخ. فهذه انحرافات عن السلفية.

ولعل لي عودة خصوصا إذا كانت المداخلات في نفس الموضوع وليست خارجة عنه .


===

فأشغله بنفسه ... هل هو دعاء صحيح؟؟؟


كثير من الأئمة والمشهورين منهم أيضا في الدعاء كلمة :

فَأَشْغِلْه بنفسه 

وذلك بكسر الغين والهمزة المقطوعة .

وهذا خطأ من وجهين :

الأول : أنه خطأ لغوي لأن الفعل منها (شَغَلَ ) وليس (أَشْغَلَ ) . يعني ثلاثي وليس رباعيا . والأمر من الثلاثي هو (اشْغََله) بالهمزة الموصولة لا المقطوعة وفتح الغين لا كسرها .

الثاني : أنه ليس من الدعاء الممتاز . فكيف أدعو الله أن يشغله بنفسه؟ ولماذا لا ندعوه أن ينصرنا عليه لا أن يشغله بنفسه .

أحس أنه دعاء العاجز حتى عن الدعاء .


http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67837

..........................



الثلاثاء، 4 أكتوبر 2011

بنت البحــــيرة !!!


على بحيرة قارون وقفت .. 
وتخيلتها وقد برزت كعروس البحر
تخاطبني وتعاتبني ......

 

خرجت كالسيف من جوف البحيرة
وعلى الوجه وفي الاحداق حيـره

سألتني ، والدما فـي عـينـها
عبرات ، أترد الحزن عبـــره ؟

سألتــني عـن يـد غـادرة
جرحـــت منا شرايين المسرة

عـن فؤاد القدس ، مـن مزقـه ؟
من أذاق المسجد الأقصى المضره ؟

حــرق الآيـات في محرابـــه
وحوالــيه أراق الـدم خمره ؟

وذرا " الجولان " من حطمهـــــا
وهنا أوقد قلب النيل حســـــره ؟



يا جفون الشام ، لا تلتئمـــــي
قد جرعنا بفلسطين المعـــــره ؟

بكؤوس مرة ممزوجــــــــة
مرة بالدمع ، أو بالدم مـــــره

أترعي الكأس ، ففي صحتنــــا
شرب العالم في " لبنان " خمـــرة

يا فتاة البحر ، قد أوجعتنـــــي
لبي العاتي أناخ – اليوم – فــكره



زهرة الصبار قد أنبتهــــــا
في جروح القلب ، يا أختاه ، مــرة

ودمـاء حـــــرة مسفوحــة
سفكتها مدية ليست بحــــــره

تشتكي ، لا والدي صورهـــــا !
ما شكت إجرامة الباغي وغـــدره

إنما تـشكو الذي قد باعهـــــا
ليد الباغي بقرشـين وتـــمـره !

يا ربا الفيــوم .. هل نام الذي
هتكت خـيل العدا في الليل ستره ؟



يا ربا الفيــوم .. هل نام الذي
كشـفت أيـديهم بالعنف سـره ؟

اذكري لي قبــة الصخرة ، لو
لم يكن قلبي قد أصبح صخره !

اذكري صابرا، وشاتـيلا ، فقد ..
عصر الصبار فوق القلب صبره



مزقي لي حجـب الماضـي ، إذن
تتبدي لي من التاريخ عوره

هــذه الـقدس ، وهـذا خنجر
وهنا الجزار ، يكسو الأرض حمـره

خنــجر في عنق " القدس " وقد
قرب الأقصى إلى الجلاد ظهره

فأسمعي – يا غادة البحر – اسمعي
زأر الأقصى ومن يسمع زأره ؟



اسألـي " قـارون " أن مـاذا ترى
في ماء الحر هل توجب ثأره ؟

في دماء الحر ، هل تحفظ مـع
ثمن النفط ، وأرقام المسره ؟

في دماء الحر ، هل تورث ، أم 
يرث المسلم دولارا ، وكسره !

أخبري ( قارون ) أنا مثـله
بلعتنا الأرض ، يا بنت البحيرة !



فأطلت نظـرة عاتــبــة 
كم أعادت حكمة العاقل نظرة !

مزجت كالدر من آماقهــا
بدم ملتهب يأكل جـــمره

"
خالد " هل بلعته أرضــه
أم ترى زلزله غزوة عسره ؟

والدم الحـران لا تشربــه
فجوات الرمل ، بل تشرب غيره

مت يا ابن السيف ، إن أغمدته
فربا " حطين " تشتاق لقطره

وانزوت في الماء ، كالسيف ، علي
مهجة الخوف ، فمن يحفر قبره ؟
==

=

الاثنين، 3 أكتوبر 2011

اقرأ لهؤلاء ... واحذر هؤلاء ....



الدارس للغة أو الباحث في النحو أو المعاجم إذا لم يعرف معتقد صاحبه قد يتأثر به

وكم من باحث شابه شوب اعتزال أو أشعرية أو أحيانا تشيع ورفض

بل خروج وتكفير

تسلل إليه من ملازمة مصنف معين له نفس هذا المعتقد
ظانا أن النحو واللغة لا علاقة له بالعقيدة

وهو مخطئ ...

فقد قرر الزمخشري عقيدة الاعتزال ببحوثه اللغوية

وفاضت بحوث العقيدة السلفية في معجم (تهذيب اللغة) للازهري

وهكذااااااااا

لذلك أضع لكم اليوم بعض أسماء المشاهير من اللغويين أو النحاة من أهل السنة والمعتزلة

من أسماء بعض اللغويين الذين هم على منهج أهل السنة والجماعة في الاعتقاد:


1- الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب كتاب العين

2- عمرو بن عثمان المعروف بسيبويه

3- علي بن حمزة الكسائي صاحب كتاب معاني القرآن

4- الأصمعي صاحب كتاب الأضداد

5- أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي

6- إبراهيم بن عرفة المشهور بنفطويه

7- أحمد بن يحيى الشيباني المشهور بثعلب

8- إبراهيم بن إسحاق الحربي صاحب غريب الحديث

9- ابن قتيبة الدينوري

10- الأزهري صاحب تهذيب اللغة

11- أبو جعفر النحاس صاحب معاني القرآن

12- أحمد بن فارس صاحب معجم مقاييس اللغة


13- بديع الزمان الهمذاني صاحب المقامات



وهذه بعض أسماء المصنفين في اللغة من المعتزلة:




1- قطرب صاحب المثلث


2- الأخفش الأوسط صاحب معاني القرآن

3- أبو علي الفارسي صاحب الحجة للقراء السبعة

4- الصاحب بن عباد صاحب المحيط في اللغة

5- ابن جني صاحب الخصائص

6- الجوهري صاحب الصحاح

7- أبو هلال العسكري صاحب الفروق اللغوية


ولعلي أتابع ...

إن شاء الله

===

قضية مهمة : دفاع عن منهج السلف في معرفة الله تعالى ...



الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ،،،،، وبعد:


من المعروف أن معرفة الله تعالى من أهم ما يجب على المؤمن
وأن هذه المعرفة لا تكون إلا بمعرفة أسمائه الحينى وصفاته العلا

وهي القضية التي ضلت فيها أفهام وزلت فيها أقدام
وتاه فيها عن الحق أقوام


ولعلنا نذكر كيفية التعرف على الله تعالى في مواطن تالية إن شاء الله لأهميته

لكن أذكر لكم الآن مظهرا من مظاهر ضلال الكثيرين من الخاصة - فضلا عن العامة - في هذه القضية..


فلقد شاع في كثير من البلدان الإسلامية وعند كثير من الدارسين للعقيدة فضلا عن العوام أن مذهب السلف الصالح في صفات الله تعالى هو التفويض، أي الإيمان بها بلا فهم لمعناها، وغنما تفويض هذا المعنى إلى الله تعالى دون الخوض فيه .

وهذا الفهم قديم ، فقد نسبه السبكي للسلف، وتبعه بعض أقطاب الجماعات الإسلامية في العصر الحديث لجهلهم بالمعتقد الصحيح .

وللأسف تسرب إلى طائفة من الدعاة المشهورين الذين لو كتبت أسماءهم لأفزعكم ذلك.

ولما كان هذا الأمر من الأهمية بمكان لاختلاط الأمور فيه أحببت توضيحه، فنقلت لكم هنا مقالة مختصرة للدكتور ماهر الشبل ملخص مفيد في هذا الموضوع

أرجو مطالعته والإفادة منه في تصحيح هذا الفهم الخاطئ الذي ساد الباحثين في بلاد كثيرة

قال د. ماهر الشبل:

- التفويض في اللغة : من فوض ، قال في القاموس : فوض إليه الأمر : رده إليه (1) .


وقال النووي : قال أهل اللغة : فوض إليه الأمر أي وكله ورده إليه ، وذكر الرافعي أنه جعلك الأمر إلى غيرك (2) .

- التفويض في الاصطلاح : صرف اللفظ عن ظاهره مع عدم التعرض لبيان المعنى المراد منه ، بل يترك ويفوض علمه إلى الله تعالى بأن يقول : الله أعلم بمراده (3) .

فيؤمن المفوضة بألفاظ القرآن والحديث من غير فقه ولا فهم لمراد الله ورسوله منها ،


و يحكمون بأن معاني نصوص الصفات مجهولة غير معقولة ، لا يعلمها إلا الله ، ويثبتون الصفات مع تفويض المعنى والكيفية .


- والتفويض عند القائلين به والمجوزين له ليس منهجاً مطرداً ذا صفة شمولية تتناول جميع نصوص الصفات ، كاتجاه التمثيل والتعطيل مثلاً ، وإنما هو معالجة موضوعية لطائفة من النصوص التي يستقل السمع بإثباتها دون العقل ، وتوهم لدى البعض مشابهة المخلوقين (4) .



- مبنى مقالة التفويض :


1- اعتقاد أن ظواهر نصوص الصفات السمعية تقتضي التشبيه ، حيث لا يعقل لها معنىً معلوم إلا ما هو معهود في الأذهان من صفات المخلوقين ، وبالتالي فإنه يتعين منعه ونفيه ، وهذه مقدمة مشتركة بين أهل التفويض والتأويل .


2- أن المعاني الواردة من هذه النصوص مجهولة للخلق لا سبيل للعلم بها ، بل هي مما استأثر الله بعلمه ، وهنا يفترق مذهب التفويض عن التأويل الذي يجوز الاجتهاد في تعيين معانٍ مجازية للصفات السمعية (5) .



و عمدة استدلالهم على المقدمة الثانية الوقف في قوله تعالى : ( وما يعلم تأويله إلا الله ) ، و وجه الاستدلال بها يتكون من شقين :


1- أن آيات الصفات من المتشابه .


2- أن التأويل الذي في الآية يقصد به صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى يخالف الظاهر .


والمحصلة : أن لآيات الصفات معنىً يخالف الظاهر لا يعلمه إلا الله .


ولقد غلطوا في المقدمتين ، فآيات الصفات من المحكم معناه ، المتشابه في كيفيته وحقيقته (6).


وأما معنى التأويل الذي ذكروه فهو اصطلاح حادث وإنما يأتي التأويل في القرآن بمعنى التفسير أو حقيقة الشيء الذي يؤول إليه .

* براءة السلف من بدعة التفويض :

مذهب السلف إنما هو تفويض الكيفية دون المعنى ، بمعنى أنهم يفهمون آيات الصفات وأحاديثها ويدركون معناها ، فيعلمون معنى الاستواء والنزول والفوقية والوجه والعين والقدم ونحوها ، ويفرقون بينها فيعلمون أن معنى الوجه غير معنى العين وأن معنى العين غير معنى النزول وهكذا ، ولكنهم يفوضون كيفية هذه الصفات إلى الله ، وهذا كما ثبت عن الأوزاعي وسفيان ومالك والليث بن سعد وغيرهم من السلف أنهم قالوا في نصوص الصفات : (أمروها كما جاءت بلا كيف) فهنا التفويض في الكيف لا في المعنى ، وكما قال ربيعة بن أبي عبدالرحمن ومالك لمن سأل عن الاستواء الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول) فذكر هنا أن معنى الاستواء غير مجهول بل هو معلوم ، وإنما المجهول هو الكيف (7 ) .

وكما قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: - تعليقاً على كلام مالك في الاستواء - وهكذا سائر الأئمة قولهم يوافق قول مالك في أنا لا نعلم كيفية استوائه كما لا نعلم كيفية ذاته ، ولكن نعلم المعنى الذي دل عليه الخطاب فنعلم معنى الاستواء ولا نعلم كيفيته ، ونعلم معنى النزول ولا نعلم كيفيته ، ونعلم معنى السمع والبصر والعلم والقدرة ولا نعلم كيفية ذلك ، ونعلم معنى الرحمة والغضب والرضا والفرح والضحك ولا نعلم كيفية ذلك ( 8 ) .

* الأسباب التي أدت إلى ظهور مذهب التفويض :

1- الفهم الخاطئ لمذهب السلف : ومما ساعد على ذلك بعض العبارات المنقولة عنهم في شأن نصوص الصفات .

2- الأصول العقلية المستمدة من الفلسفة اليونانية .

3- دعوى الخوف على عقائد العوام (9) .

* ومما ساعد على ظهور هذه المقالة :

1- وقوع بعض الأئمة المشهورين فيها كالخطابي والبيهقي وأبي يعلى .

2- انحياز أحد أئمة التأويل وهو الجويني إلى التفويض في آخر حياته ظناً منه أن هذا هو مذهب السلف .

3- استفاضة نسبة التفويض إلى السلف ( 10 ) ،

وذلك في كثير من متأخري متكلمة الصفاتية كالأشاعرة ونحوهم الذين يقولون : إن مذهب السلف أسلم ومذهب الخلف أعلم وأحكم ، فقولهم عن مذهب السلف إنه أسلم يعنون به التفويض ،

وموجب هذه المقالة التي يحكيها كثير من متأخري الأشاعرة هو اعتقادهم انتفاء الصفات الفعلية في نفس الأمر ، وفي الجملة لديهم تعظيم للسلف ويرون ظاهر القرآن على إثباتها فقالوا : إن السلف كانوا ينفونها في نفس الأمر لكن موقفهم من الآيات هو التفويض ، فجوزوا الأمرين الإثبات على ظاهر اللفظ مع تفويض المعنى والكيفية أو التأويل وهو أرجح عندهم .


المصادر والمراجع:

(1) القاموس المحيط 651

(2) تهذيب الأسماء واللغات 1-75

(3) النظام الفريد 128

(4) مذهب أهل التفويض 18

(5) السابق 19

(6) مصطلحات في كتب العقائد 12

(7) الإعلام بمخالفات الموافقات والإعتصام 29

(8) الفتاوى 5 - 356

(9) مذهب أهل التفويض 33 - 36

(10) مصطلحات في كتب العقائد 12 .

وراجع مقالتي هذه في هذا الموقع:

==